الثقة و تقدير الذات


ما هي الثقة بالنفس ؟
الثقة بالنفس هي إحساس الشخص بقيمة نفسه ومعرفته بإمكانياته وقدراته في كل الاوقات والاحوال وتقبله لإختلافه عن الاخرين ومقدرته علي إتخاذ مواقف وقرارات تتفق مع حقيقة شعوره و شخصيته وقناعاته وتحقق مصلحته . وهي إحساس أصيل ونسبي لدي الانسان تساعد عوامل البيئة التي تربي فيها في تدعيمه او زعزعته ويمكن لكل شخص تعلم كيفية تدعيم ثقته بذاته بسهولة .

 مميزات الاشخاص الواثقين بأنفسهم 
1 - يحبون أنفسهم دون أنانية ويظهرون إهتمامهم بأنفسهم .
2 – يعرفون انفسهم دوماً و يعرفون ما يريدون تماماً بأهداف محددة ويرتبون اولوياتهم ويفكرون بايجابية وتفاؤل ولا يشعرون بالإحباط .
3 – يتصرفون بشكل يناسب كل موقف ويعبرون بصدق وشجاعة عن أحاسيسهم .
4 – يشجعون الاخرين علي الثقة بأنفسهم ولا يحبطون الناس .
5 – لايدعون الكمال ولا يدعو العلم بكل شئ ويعترفون بضعفهم او جهلهم ببعض الاشياء دون خوف .
6 – لا يهدرون طاقاتهم ولا وقتهم ولا مواردهم في ما لا نفع منه .
7 – هادئون و لا يجدون انفسهم مضطرين لاثبات ذواتهم بالاقوال ولا الافعال مما يجنبهم التوتر .
8 – متفهمون للاخرين ومنفتحون علي الناس دون ان يمنعهم ذلك من الاختلاء بانفسهم
9 – سعداء حتي ولو كانوا ليسوا اصحاب نجاحات كبيرة او أغنياء .


مظاهر ضعف الثقة بالنفس اوما نخسره عند افتقادها
1 – العزلة والوحدة والرغبة في الانزواء
2 – الاحساس الدائم بالحرج والخجل الشديد
3 – الاحساس الغير مبرر بالخوف والضعف والتوتر والاعياء والعجز
4 – الإحساس بالتشاؤم والاستياء والغضب والمرارة والاحباط والاكتئاب وتبلد الشعور وتشوش المشاعر والافكار والاحساس بفوضوية حياتنا وتسربها من بين ايدينا
5 – الاحساس بإنعدام القيمة والاهمية وعدم الجدوي والافتقار للدافع والحافز
6 – الاحساس بأن الاخرين لايفهموننا
7 – الخوف والاهتزاز امام الناس الذين يبدون واثقين من أنفسهم
8 – الاحساس بأن لاشئ مثير للاهتمام وإفتقاد الاحساس بالمتعة و السعادة
9 – التكلف والاحساس الدائم بمراقبة الاخرين لنا ومقارنة النفس بالاخرين والبحث الدائم عن اهتمامهم ورضاهم
10 – الميل للمبالغة والافراط والتعصب والنمطية والتحجر او ردود افعال لا يمكن قياسها

اسباب ضعف الثقة في النفس
اولاً : ضعف التقدير الذاتي
يعتبر ضعف التقدير الذاتي واحد من أهم وأخطر اسباب ضعف الثقة في النفس فالتقدير الذاتي او مايعرف بالنظرة الي الذات او صورة الذات يدور حول احساسنا بكوننا جيدون ومهمون واكفأ ونستحق النجاح والوصول الي اعلي المراتب وينتج التقدير للذات عن تراكم عدد كبير من التجارب الذاتية والرسائل التي نستقبلها من المحيطين بنا علي مستوي الابوين ثم بقية افراد الاسرة ولاحقاً المجتمع , فأما ان يمنحونا تقديراً عالياً يعزز نظرتتنا لذاتتنا او تقديراً منخفضاً يزعزع هذه النظرة .
وبالطبع ينتج ذلك عن سوء فهم وعدم إلمام باساليب التربية الصحيحة .
فكيف يحدث ذلك .
1 – ميل الابوين لمقارنتنا بأقراننا مثل اخوتنا الاخرين او الاقارب او الاطفال الاخرين في محيطنا وهم في ذلك يتجاهلون الفروقات في المقدرات والامكانيات والمهارات والميول التي يولد بها كل طفل والتي تختلف عن الاطفال الاخرين حتي إن كانوا اشقاء مما يدفعنا لمقارنة انفسنا بهم وبالتالي الاحساس بأننا دونهم مهارة وبالتالي دونهم اهمية .
2 – القولبة وهي تدور حول فرض نموذج مسبق لما يجب أن نكون عليه دون الاهتمام بميولنا الفردية المختلفة عن بعضنا البعض وبالتالي اشتراط الحب بمقدار مقاربتنا للنموذج المرسوم فعندم لا نقاربه نشعر بأننا غير محبوبين وغير جديرين بالحب والاهتمام .
3 – النزوع وتشجيع النزوع نحو الكمالية والمثالية مما يدفعنا نحو الاحساس بالذنب وعدم مسامحة انفسنا في حالة ارتكابنا للاخطاء وبالتالي تناقص تقديرنا لذاتنا كلما ارتكبنا الاخطاء .
4 – الميل للتعميم وهو ينتج عن تعميم الاحكام علينا فعندما نعجز عن القيام بأمر محدد مثل حل مسألة رياضية بسيطة نوصف بالغباء او عندما نعجز عن اداء حركة رياضية بسيطة نوصف بالفشل مما يشعرنا بأننا اغبياء دائماً وفاشلين في كل شئ .
5 – الرسائل السلبية التي نتلقاها ممن حولنا بشكل متكرر حتي تستقر في اذهاننا ونصبح علي اقتناع شديد بها مثل وصفنا بالكسل او القبح او عدم النفع او السمنة مما يوجه جل طاقتنا نحو التفكير في هذه النواقص وبالتالي نتغاضي عن مميزاتنا ونعجز عن تنميتها مما يزيد احساسنا بالنقص ويؤثر علي صورتنا عن انفسنا وتقديرنا لذاتنا .
6 – التميز العرقي والطبقي و التمييز السلبي بين الاطفال من جنسين مختلفين وفي الغالب فإن الفتيات يواجهن مشكلات اكبر بسبب الثقافة العامة التي تدور حول عدم جدواهم وعدم استحقاقهم للفرص بالتساوي مع الفتيان مع تقديرنا للاختلافات بين الجنسين كما ان الفتيان والشباب لاحقاً يواجهون بضغوط كبيرة بخصوص حرية التعبير عن المشاعر ووجوب التصرف كرجال يجب ان يتفوقوا علي النساء في كل شئ .
7 – فشل الاسرة في تدعيم التقبل الايجابي للذات بالخصوص لدي الاطفال الذين ولدوا بعاهات او نواقص جسدية او كانوا يعانون من مشكلات في المظهر العام او امراض تمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي .


كل هذه الاسباب واسباب اخري تؤدي لتراجع كبير في تقديرنا لانفسنا وتشكيل صورة سيئة عن انفسنا في عقلنا اللاواعي حيث انها تزرع فينا ومع تكرارها وتأكيدها تصبح قناعة راسخة لدينا وسوف نناقش كيفية مراجعة تاريخنا الشخصي للبحث عن الاسباب والتجارب والرسائل الاولي التي اسهمت في اضعاف تقديرنا لذاتنا بمشيئة الله .